ابو ظبي

أكد سعادة المهندس أحمد محمد الرميثي، وكيل دائرة الطاقة في أبوظبي، الاستدامة مفهوم يتعلق بكيفية إدارة كافة أنشطة الحياة بحكمة ولا تقتصر على مجرد ترشيد استهلاك المياه والكهرباء، حيث تؤثر أنشطتنا اليومية بشتى أنواعها على الموارد الطبيعية.

جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها سعادته خلال مشاركته في الجلسة الختامية ضمن فعاليات منصة "شباب من أجل الاستدامة". وقال سعادته: "تتراوح فرص العمل الجديدة من وظائف في مجال الطاقة البديلة إلى العمليات الهندسية الجديدة، وتصميم المنتجات، وإدارة النفايات وإعادة استخدامها. إن التحول الذي نقوده في قطاع الطاقة، ومبادراتنا لتحقيق الحياد المناخي لن تؤدي إلى تحسين بيئتنا فحسب، ولكنها ستسهم أيضاً في خلق فرص جديدة لتعزيز مهارات الشباب لتتناسب مع وظائف الاقتصاد الأخضر الجديدة التي تركز على معالجة ظاهرة التغير المناخي والحد من الانبعاثات".

 

يشكل منتدى منصة "شباب من أجل الاستدامة" إحدى مبادرات شركة "مصدر" وجزءاً من أسبوع أبوظبي للاستدامة، الذي يعقد خلال الفترة من 17 إلى 19 يناير 2022 تحت شعار “تعزيز إمكانات الشباب وقدرتهم على التكيف والمرونة من أجل بناء مستقبل مستدام". وقد ضم المنتدى مجموعة من القادة والخبراء والشباب من خلفيات مختلفة لمناقشة سبل إعادة صياغة نظم التعليم ومواكبتها لتلبية متطلبات المستقبل، ومعالجة تحديات التغير المناخي، وتحفيز توظيف الشباب من أجل الاقتصاد الأخضر.

 

وتساءل سعادة أحمد الرميثي في معرض كلمته قائلاً: "إن التطورات البشرية الرائعة والتقدم السريع الذي أدى إلى تحسين حياتنا كان له ثمن تمثل في الاحتباس الحراري".

 

وأشار سعادته بأن الكثير من اللوم يقع على استخدام الطاقة، حيث ينادي الكثيرون بتحول جذري وفوري إلى استخدام مصادر بديلة. وتساءل: "هل يمكننا فجأة الامتناع عن استخدام الوقود الأحفوري مرة واحدة؟ هل نحن على استعداد للتخلي عن حياتنا العصرية بتفاصيلها اليومية المتصلة بالإنترنت والعودة إلى طرق العيش والتواصل القديمة؟"

 

وقال: "على سبيل المثال، إذا ما أمضينا 28 دقيقة على وسائل التواصل الاجتماعي، فإن كمية الكربون المستخدمة في هذه التجربة خلال هذه الفترة تعادل ركوب سيارة صغيرة والذهاب بها لمسافة 166 متراً، لكن هل هذا يعني أننا يجب أن نتوقف عن استخدام الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي؟ بالطبع لا، يمكننا استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشر رسائل الحياة الخضراء المستدامة مع أقراننا في جميع أنحاء العالم، حيث تعد وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة رائعة لدعم القضايا الهادفة النبيلة".

 

واستعرض وكيل دائرة الطاقة فكرتين رئيسيتين خلال كلمته، تمثلت الأولى في طمأنة الشباب المشاركين في الحدث أنهم ليسوا مسؤولين عن عواقب النماذج الاقتصادية ذات معدلات الكربون العالية والمستهلكة للطاقة، مشيراً إلى أن وضع حلول لمواجهة هذا الشق من التحدي من مسؤوليات قادة الطاقة وواضعي السياسات، موضحاً أنهم يسعون جادين لاستخدام مصادر طاقة أنظف وأكثر موثوقية ووضع التدابير اللازمة لضمان الحوكمة والإدارة الفعالة لاستخدام هذه المصادر بمزيد من المسؤولية.

 

وتابع سعادة الرميثي في كلمته استعراض فكرته الثانية قائلاً: "إن المشكلة ليست في استخدام الطاقة، ولكن في الإسراف في استخدامها، وهنا يأتي التحدي الخاص بكم لإعادة التفكير في طريقة العيش وكيفية الاستهلاك".

 

وأضاف: "تمثل الطاقة جزءاً أساسياً من حياة الإنسان العصرية. تقريباً أي شيء نستخدمه أو نستهلكه يشمل استهلاكاً للطاقة، وكلما زاد استخدامنا لتلك المنتجات والخدمات، زاد الطلب على الطاقة. وللأسف، بينما تشير التقديرات إلى أن الطاقة المتجددة ستشكل 40% من الطاقة العالمية بحلول عام 2040، فمن المتوقع أن يتضاعف استهلاك الطاقة في نفس الوقت تقريباً".

 

وتابع: "الاستدامة أسلوب تفكير، وتعني مراقبة استهلاكنا لكل شيء. وكلما قل استهلاكنا، انخفض الطلب على الإنتاج المعتمد على الطاقة. وكلما زادت الخيارات المستدامة التي نتخذها، ستتطور الأعمال لتصبح أكثر استدامة، وستكون الأولوية للاستثمارات الخضراء. نحن نعتمد على أفكاركم وابتكاراتكم الجديدة لتقديم الحلول من أجل مستقبل مستدام. إن العالم أمامكم مليء بالفرص والتحديات التي تحتاج إلى توظيف طاقات الشباب في أفكار وإبداعات جديدة وهذا يشكل فرصة متاحة لكم لإعادة الكوكب إلى طبيعته".

 

دائرة الطاقة شريك رئيسي لمنصة "شباب من أجل الاستدامة" إحدى مبادرات شركة "مصدر" وجزء من أسبوع أبوظبي للاستدامة للعام الرابع على التوالي، وتهدف المنصة إلى الاستثمار في الشباب الذين يمثلون الفئة الأكثر أهمية في المجتمع، وتطوير مهاراتهم بشكل عملي وتمكينهم ليصبحوا قادة للاستدامة في المستقبل. 

اخبار ذات صلة
X
تساعدنا ملفات تعريف الارتباط في تحسين تجربة موقع الويب الخاص بك. باستخدام موقعنا ، أنت توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.
 
اغلاق