شاركت دائرة الطاقة في أبوظبي – الجهة المعنية بتعزيز ريادة واستدامة قطاع الطاقة في الإمارة – في الدورة الرابعة من المؤتمر العالمي لكفاءة الطاقة التي نظمته الوكالة الدولية للطاقة يومي 24 و25 يونيو في العاصمة الإيرلندية دبلن، حيث استعرضت الدائرة التوجهات الاستراتيجية طويلة الأمد التي تعتمدها إمارة أبوظبي في هذا القطاع الحيوي.
وشاركت الدائرة في المؤتمر الدولي بوفد ترأسه سعادة المهندس محمد بن جرش الفلاسي وكيل دائرة الطاقة، حيث استعرض سعادته أمام أبرز قادة القطاع عالمياً جهود الدائرة ومشاريعها الرائدة في تحقيق كفاءة الطاقة وإنتاج الطاقة المتجددة، والتي تتماشى في مجملها مع مستهدفات التنمية المستدامة في إمارة أبوظبي.
وشهدت القمة حضور ليو فرادكار رئيس الوزراء الأيرلندي، والدكتور فاتح بيرول المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، ومارك مينيزيس وكيل وزارة الطاقة الأمريكية، وتشانغ يونغ نائب رئيس اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح في الصين، وهينادي زوبكو نائب رئيس الوزراء الأوكراني ووزير التنمية الإقليمية والبناء والإسكان.
وخلال مشاركته في حلقة نقاشية بعنوان "رؤى السياسة العالمية"، سلّط سعادة محمد جمعة بن جرش الفلاسي الضوء على مشهد الطاقة في أبوظبي والاتجاهات المستقبلية للقطاع، وخريطة الطريق التي تعتمدها الدائرة لتطويره، مشيراً إلى أنه ومنذ إنشائها في مارس 2018 لتكون المسؤول عن تنظيم قطاع الطاقة في أبوظبي؛ حرصت الدائرة على وضع السياسات وتطويرها بصورة تسهم في دعم توجهات الإمارة في التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة؛ باعتبارها أحد الحلول الرئيسية للحد من الانبعاثات وتجنب آثار ظاهرة التغير المناخي العالمي.
واستعرض سعادته ما حققته أبوظبي من إنجازات في مجال تحديث أنظمة الطاقة، وكيف قامت الإمارة على مدى العقود الثلاثة الماضية بتوفير الطاقة والمياه لنحو ثلثي دولة الإمارات، الأمر الذي كان له دور بارز في تعزيز مسيرة التنمية في الإمارة ودولة الإمارات ككل. وأشار الفلاسي لحرص العاصمة الإماراتية أبوظبي على فتح آفاق استثمارات القطاع الخاص في قطاع الكهرباء، إذ كانت من بين الأوائل في منطقة الشرق الأوسط في إعادة النظر بتعرفة الكهرباء والمياه، وهو ما يعتبر تحولاً أساسياً ساهم في تعزيز الاستخدام المسؤول للموارد الطبيعية وتحقيق الكفاءة في التكلفة.
وقال: ” تمثل الدورة الرابعة من المؤتمر العالمي لكفاءة الطاقة المنصة المثالية لتبادل الخبرات والرؤى وإبراز دور أبوظبي في قطاع الطاقة أمام نخبة من كبار اللاعبين الدوليين وصناع القرارات والسياسات في قطاع الطاقة العالمي، حيث تؤسس أبوظبي لنموذج جديد للطاقة قائم على الابتكار وتطوير التقنيات وتشجيع المجتمع على تغيير السلوك، لا سيما من خلال تشجيع المستهلكين على ترشيد استهلاكهم للطاقة والمساهمة في تقليص الانبعاثات الكربونية؛ والانتقال بهذا السلوك ليصبح نهجاً وثقافةً مجتمعية."
وأضاف: "بتوجيهات قيادتنا الرشيدة، عززت أبوظبي مكانتها الرائدة في مجال الطاقة عبر اعتماد أحدث التقنيات لإحداث نقلة نوعية في القطاع والتوجه نحو الحلول والأدوات المستدامة طويلة الأمد. هذه الانجازات والتوجهات تسهم في مجملها بتحقيق التطلعات الاقتصادية والاجتماعية الأوسع للإمارة وفق ما تنص عليه رؤية أبوظبي الاقتصادية 2030."
وتعد مشاركة دائرة الطاقة في هذا المؤتمر أولى ثمار التعاون الذي يربطها بالوكالة الدولية للطاقة منذ توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بينهما في شهر مايو من هذا العام والتي نصت بعض بنودها على الالتزام بتعزيز علاقات التعاون، والتدريب وبناء القدرات، وتبادل المعرفة، وتطوير العلاقات الثنائية في المجالات العلمية والتقنية والتشريعية والإدارية والخبرات التجارية ذات الصلة بقطاع الطاقة. كما تمهد هذه الاتفاقية لمشاركة دائرة الطاقة في برنامج الوكالة للخبراء والذي يتضمن ورش عمل واجتماعات.