أعلنت دائرة الطاقة في أبوظبي أنها ستسلط الضوء على عدد من مشاريع الطاقة النظيفة والمياه في إمارة أبوظبي، والتي تساهم في تحول قطاع الطاقة وتخفيض نسبة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وذلك خلال مشاركتها في أسبوع أبوظبي للاستدامة 2023 بصفتها الشريك الرئيسي للمرة الخامسة على التوالي.
وتهدف دائرة الطاقة إلى تعزيز ريادة أبوظبي في مجالات الاستدامة أمام المشاركين والزوار إضافة إلى ممثلي الشركات الحكومية والخاصة من مختلف دول العالم، حيث تواصل الإمارة سعيها من أجل بناء مستقبل مستدام وتحقيق الحياد المناخي بحلول العام 2050.
وتستعرض الدائرة هذا العام "الأهداف الاستراتيجية للطاقة النظيفة 2035"، التي تم الإعلان عنها بالشراكة مع هيئة البيئة أبوظبي، حيث تستهدف من خلالها إنتاج 60٪ من الكهرباء من مصادر نظيفة ومتجددة بحلول عام 2035، وخفض انبعاثات الكربون لكل ميجاواط/ساعة ينتجها قطاع الكهرباء في الإمارة بنسبة 75٪. وتعد هذه الأهداف أول إطار تنظيمي ملزم قانوناً للطاقة النظيفة والمتجددة في قطاع الكهرباء في الشرق الأوسط، وهي تأتي في إطار التحوّل المستمر لقطاع الطاقة في أبوظبي.
وتعليقاً على السياسات واللوائح التنظيمية التي أصدرتها دائرة الطاقة، والتي تساهم في تعزيز مشاريع الطاقة النظيفة والمياه في الإمارة، قال سعادة المهندس أحمد محمد الرميثي، وكيل دائرة الطاقة: "يسعدني أن أرى التطورات الميدانية والمشاريع التي تحققت بفضل سياستنا الشاملة حتى الآن، حيث تعتبر المشاريع الرئيسية للطاقة والمياه في أبوظبي تتويجاً للتوجه الاستراتيجي الذي رسمته دائرة الطاقة للقطاع، فيما تضمنت سياسات دائرة الطاقة تعزيز جهود إزالة الكربون واستخدام الطاقة النظيفة وإمدادات المياه التي تدعم النمو الاقتصادي المستدام لإمارة أبوظبي.
وأضاف سعادته: يوفر لنا أسبوع أبوظبي للاستدامة فرصة هامة للاستفادة من نجاحات أبوظبي في إنشاء منظومة آمنة وموثوقة للطاقة والمياه. وسيكون هذا المنتدى منصةً تمكن العاملين في قطاع الطاقة النظيفة حول العالم لرؤية انجازاتنا.
ستسلط دائرة الطاقة الضوء خلال أسبوع أبوظبي للاستدامة 2023 على عدد من المشاريع الاستراتيجية الرئيسية التي تجسد تحوّل قطاع الطاقة بشكل آمن وموثوق ومعقول التكلفة. حيث ستساهم محطة براكة للطاقة النووية في الحد من انبعاثات الكربون بمقدار 21 مليون طن كل عام، وذلك بعد الانتهاء من مفاعلاتها الأربعة في عام 2024. كما ستوفر مشاريع تحلية المياه باستخدام التناضح العكسي في أبوظبي، بما في ذلك محطة الطويلة لتحلية المياه بالتناضح العكسي، خفضاً سنوياً في الانبعاثات بمقدار 4 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2027. إضافة إلى مشروع محطة الظفرة للطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة 2 جيجاوات مع خفض سنوي تقديري للانبعاثات يصل إلى 2.4 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، ومن المتوقع أن يكتمل المشروع في العام الجاري. تعمل محطة نور أبوظبي للطاقة الشمسية على تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار مليون طن سنوياً، فيما سيحقق مشروع العجبان للطاقة الشمسية خفضاً سنوياً تقديرياً للانبعاثات يبلغ 2.4 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون بمجرد اكتماله.
ويتضمن جناح دائرة الطاقة ستة أقسام رئيسية حيث تستعرض في قسمها الأول (مكعب الطاقة)، وهو نموذج يجمع بطريقة متكاملة سلسلة القيمة الكاملة لقطاع الطاقة في إمارة أبوظبي، مع نظرة شاملة حول نظام الطاقة لصنّاع السياسات وقادة الأعمال والمستثمرين، ويقدم نظرة عامة عن المستقبل حتى عام 2050.
ويركز القسم الثاني من الجناح على "مشاريع أبوظبي" الاستراتيجية في مجال الطاقة والمياه، والذي يحمل شعار "دعم اقتصادنا، واستدامة مجتمعنا، وحماية بيئتنا"، ويضم خريطة لإمارة أبوظبي تظهر عدداً من المشاريع الضخمة في الإمارة، بما في ذلك مشروع شمس 1، ومحطة الطويلة لتحلية المياه بالتناضح العكسي، ومحطة نور أبوظبي للطاقة الشمسية، ومحطة براكة للطاقة النووية، ومدينة مصدر، ومحطة الظفرة للطاقة الشمسية، ومرافق تخزين الطاقة ذات السعة العالية.
أما القسم الثالث فيركز على "السياسات واللوائح التنظيمية" التي أصدرتها الدائرة، حيث يسلّط الضوء على جهود دائرة الطاقة بصفتها الجهة التنظيمية المسؤولة عن وضع الاستراتيجيات والسياسات التي تضمن تحولاً فعالاً لقطاع الطاقة في إمارة أبوظبي.
ويتناول القسم الرابع خريطة طريق نحو الحياد المناخي، حيث تعمل دائرة الطاقة على تعزيز النمو الاقتصادي والقطاعي من أجل مستقبل أكثر استدامة، ويتضمن القسم على المبادرات الهادفة لتحقيق الحياد المناخي.
ويشمل القسم الخامس مشاركة عدد من الجهات الحكومية في أبوظبي والتي تجمعها مبادرات مشتركة مع دائرة الطاقة مثل: هيئة أبوظبي الرقمية، ومركز الإحصاء أبوظبي، ودائرة التنمية الاقتصادية. وأكد سعادة أحمد محمود فكري، مدير عام مركز الإحصاء – أبوظبي أن: "أسبوع أبوظبي للاستدامة مناسبة مهمة لتحفيز التعاون المشترك ومناقشة أجندة الاستدامة واتخاذ إجراءات عملية من شأنها تحقيق مستقبل مستدام بتسريع الشراكات بين مختلف الأطراف."
وقال سعادته: "في هذا الإطار يأتي تعاون مركز الإحصاء – أبوظبي مع دائرة الطاقة في مرحلة مهمة يعمل خلالها المركز على بناء منظومة إحصائية متطورة عبر نهج لا مركزي يعزز من النضج الإحصائي على مستوى الإمارة ويضمن الإنتاج المستدام لمؤشرات عالية الجودة تلبي احتياجات المستخدمين بكافة فئاتهم."
وأضاف فكري: "يواصل مركز الإحصاء – أبوظبي جهوده لتمكين الجهات الحكومية في أبوظبي وتعزيز قدراتها لجمع وتحليل البيانات وإنتاج المؤشرات الإحصائية بما يدعم متخذي القرار لوضع خطط تنموية تستشرف مستقبل إمارة أبوظبي ويضمن التكامل بين جوانب التنمية المستدامة في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية."
أما القسم السادس فيتضمن تجربة تفاعلية لإدارة جانب الطلب وكفاءة الطاقة، حيث يوفر مجموعة من النصائح والإرشادات حول طرق الحفاظ على الطاقة والمياه، وذلك بهدف التوعية بأهمية ترشيد الاستهلاك، والحفاظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.
يعقد أسبوع أبوظبي للاستدامة 2023 في دورته الخامسة عشرة في العاصمة أبوظبي بتنظيم من (مصدر)، وهو مبادرة عالمية تدعمها دولة الإمارات لتسريع وتيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية المستدامة. وستكون دورة هذا العام أول حدث عالمي رئيسي للاستدامة يتم عقده بعد مؤتمر الأطراف (كوب27) الذي أقيم في جمهورية مصر العربية، وسيتم تنظيم دورة هذا العام تحت عنوان "معاً لتعزيز العمل المناخي وصولاً إلى مؤتمر COP28".