وقَّعت دائرة الطاقة في أبوظبي مذكرتي تفاهم على هامش فعاليات مؤتمر الأطراف (كوب 28) مع مجموعة من الشركاء العالميين، بهدف توظيف الطاقة الشمسية في الفضاء، وتطوير تقنيات وسياسات ذات معايير جودة عالمية للتحوُّل إلى الطاقة النظيفة بما يُسرِّع مسيرة العمل المناخي في أبوظبي ودولة الإمارات
وُقِّعَت مذكرتي التفاهم في بيت الاستدامة الإماراتي في المنطقة الخضراء في مدينة إكسبو دبي، الأولى مع مجلس حكام ولاية أريزونا، بالنيابة عن جامعة أريزونا وشركة سولار سبيس، والثانية مع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا».
وتعكس المذكرتان الجهود الطموحة للدائرة في فتح آفاق جديدة للتعاون وبناء الشراكات مع الجهات والمنظمات العالمية، والمؤسسات الأكاديمية، ومطوري البنى التحتية، وممولي التحوُّل الأخضر، بما يصبُّ في صالح جهود دولة الإمارات ومساعيها في التحوُّل إلى الطاقة النظيفة وتحقيق الحياد المناخي، مع ضمان إرساء دعائم اقتصاد أخضر ومستقبل مستدام.
وتمثِّل المذكرتان خطوة نوعية في جهود دائرة الطاقة بأبوظبي لاستكشاف مسارات بديلة ومبتكرة تحقق الهدف في الوصول إلى صافي انبعاثات صفرية، ما يعزز الجهود الجماعية في العمل المناخي في أبوظبي ودولة الإمارات، ويدعم جهود الدولة في العمل على توحيد المساعي العالمية لإيجاد حلول واقعية للتغير المناخي.
وقال معالي المهندس عويضة مرشد المرر، رئيس دائرة الطاقة في أبوظبي: «تُسهم مذكرتا التفاهم في دعم جهودنا الرامية إلى تطوير سياسات ومشاريع مبتكرة لتسريع تحوُّل الطاقة محلياً وعالمياً، مع ضمان أفضل المخرجات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، حيث نتطلَّع إلى العمل مع شركائنا الاستراتيجيين الدوليين لتوظيف جميع الإمكانات للوصول إلى الاستخدام الأمثل للطاقة المستدامة بما يحقِّق مصالح الأطراف كافة».
وأضاف معاليه: «تهدف المذكرة الموقَّعة مع جامعة أريزونا وشركة سولار سبيس إلى تعزيز الابتكارات والتقنيات المستخدمة في مجال الطاقة النظيفة من خلال الاستفادة من الطاقة الشمسية في الفضاء، حيث تركِّز الشراكة بين الأطراف الموقِّعة على دراسة جدوى تكنولوجيا الطاقة الشمسية الفضائية وتطبيقاتها المحتملة في دولة الإمارات ودول أخرى في منطقة الشرق الأوسط، في إطار البحث عن مسارات بديلة للحد من الانبعاثات الكربونية في العالم».
وقال معاليه: «نحن أمام لحظة فارقة تحمل الكثير من الدلالات لا سيما أنَّ توقيع المذكرة يأتي ضمن فعاليات مؤتمر الأطراف (كوب 28). وهذا التعاون ما هو إلا ارتقاء بطموحاتنا في مجال إنتاج الطاقة الشمسية إلى آفاق جديدة، حيث إنَّ الاستفادة من الطاقة الشمسية الفضائية ستوفِّر لنا مصادر متجددة من الطاقة في ظل تزايد معدلات الطلب العالمي، مع مراعاة الحفاظ على البيئة».
وأكَّد معاليه أنَّ منطقة الشرق الأوسط تتمتع بقدرة كبيرة على إنتاج الطاقة الشمسية بصورة موثوقة من خلال المرافق والمنشآت التي تنتشر على أراضيها، لكن نجاحنا في إطلاق مجمعات الطاقة الشمسية إلى الفضاء يمثِّل أفقاً جديداً لتحقيق مكاسب إضافية نوعية في مجال إنتاج الطاقة النظيفة، فمزارع الطاقة الشمسية المستخدمة في تكنولوجيا الفضاء تحقِّق الظروف المثالية بعدم حجب السُّحب لألواحها، وتتيح الإمداد المتواصل للطاقة النظيفة دون انقطاع.
وقال روبرت سي روبينز، رئيس جامعة أريزونا: «لدينا في جامعة أريزونا تاريخ ريادي في مجال تكنولوجيا الطاقة الشمسية وعلوم الفضاء، وتربطنا علاقات تعاون قوية مع دول الخليج، ما يوفر فرصة ممتازة للإسهام الفاعل في هذا المجال الذي يحتاجه العالم أجمع، ونتطلع إلى التعاون مع دائرة الطاقة في أبوظبي لتحقيق أهدافنا المشتركة».
وقال ديفيد فيلي، المؤسِّس والرئيس التنفيذي لشركة « سولار سبيس»: «أتشوَّق لاستخدام تقنياتنا في العديد من المجالات بدءاً من تحلية المياه، مروراً بمراكز البيانات، وصولاً إلى جمع الطاقة الشمسية في الفضاء الخارجي، ونتطلع مستقبلاً إلى إطلاق خطة عمل لإطلاق مرافق توليد الطاقة الشمسية إلى مدار حول الأرض، حيث تشرق الشمس دائماً، ثم تُرسِل الطاقة المجمَّعة إلى الأرض، ما يساعد على مواجهة تحدي الانقطاع المتكرر لإمداد الطاقة الذي يحصل في أشكال الطاقة المتجددة الأخرى».
من جانب آخر، وقعت دائرة الطاقة في أبوظبي مذكرة تفاهم مع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" هدفت لوضع إطار عمل للتعاون في المجالات الرئيسية لسياسات الطاقة المتجددة، إلى جانب سيناريوهات ونماذج الطاقة طويلة الأمد، وتعزيز المشاريع والتكنولوجيات التي من شأنها دفع مسيرة تحول الطاقة والاستدامة على المدى الطويل في إمارة أبوظبي، وذلك في بيت الاستدامة الاماراتي بالمنطقة الخضراء في مدينة اكسبو دبي.
وقع مذكرة التفاهم سعادة المهندس أحمد محمد الرميثي وكيل دائرة الطاقة في أبوظبي، وفرانشيسكو لاكاميرا، مدير عام الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا)، بحضور سعادة الدكتورة نوال الحوسني، المندوب الدائم للدولة لدى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة.
وقال سعادة المهندس أحمد محمد الرميثي، وكيل دائرة الطاقة في أبوظبي: "نسعى من خلال مذكرة التفاهم إلى تعزيز التعاون وتبادل الخبرات وتنفيذ الاستراتيجيات الخاصة بتحول الطاقة التي تسهم بدور أساسي في دفع عجلة التقدم الاجتماعي والاقتصادي والبيئي، مع التأكيد على الدور الريادي الذي تقوم به أبوظبي كوجهة رائدة في مجال الطاقة النظيفة والمتجددة".
وأضاف سعادته: "إن تحقيق التحول إلى الطاقة النظيفة في العالم يعني توحيد جهود أصحاب المصلحة على صعيد الموارد والخبرات في مجالات من أهمها رسم السياسات والتعاون مع المؤسسات الأكاديمية وشركات القطاع الخاص وكل مكونات منظومة الطاقة، مشيراً سعادته أن مذكرات التفاهم مع الشركاء الدوليين، تسهم في رفد جهود دائرة الطاقة في أبوظبي في دعم العمل المناخي على نطاق أوسع لإزالة الكربون بشكل أسرع من قطاع الطاقة عبر الاعتماد على تقنيات جديدة والارتقاء بالتقنيات القائمة، إلى جانب تعزيز أفضل الممارسات العالمية".
وعبّر فرانشيسكو لا كاميرا عن سعادته بتوقيع مذكرة التفاهم قائلاً: "نفخر بتعاوننا الوثيق والشراكة المستمرة مع دائرة الطاقة في أبوظبي لدعم استراتيجية الإمارات للطاقة 2050 ورؤية أبوظبي 2040 ودعم أهداف التحول في الطاقة محلياً وإقليمياً وعالمياً".
وتسلط مذكرة التفاهم الضوء على التحرك السريع والمدروس لجهود تحول الطاقة من جهة، وارتباطها بالأهداف الاقتصادية والاجتماعية لدولة الإمارات من جهة أخرى، بالإضافة إلى مساعيها الدائمة لدفع الاستدامة في المشهد العالمي. كما تتضمن تعزيز التعاون المشترك في مجال كفاءة الطاقة والمياه، حيث سيتم وضع خطط ودراسات تهدف لوضع نظام متكامل أكثر كفاءة يدعم جهود إمارة أبوظبي ودولة الإمارات في مجالي الأمن المائي والطاقة النظيفة.